هل يمكن شفاء اللوكيميا الليمفاوية المزمنة (CLL) باستخدام خلايا CAR-T؟

سان دييغو – على الرغم من أن اللوكيميا الليمفاوية المزمنة (CLL) عادةً ما تتطور ببطء، إلا أنها تُعتبر حتى الآن مرضًا غير قابل للشفاء من حيث المبدأ. لكن بيانات استعادية من الولايات المتحدة تشير إلى أن ذلك قد لا يستمر حتى في المراحل المتقدمة من المرض. فقد أظهرت هذه البيانات استجابة طويلة الأمد لدى مرضى تلقوا خلايا T المعدلة بمستقبلات مستضد خيمرية (CAR-T)، وقد قدّم بنيامين فروست من فيلادلفيا هذه النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض الدم في سان دييغو (ASH 2024، الملخص رقم #588).

نقطة تحوّل في علاج المرضى المنتكسين أو المقاومين للعلاج
كانت CLL المنتكسة أو المقاومة للعلاج حتى وقت قريب تُعتبر ذات إنذار سيء جدًا، ولم تنجح العلاجات الجديدة مثل مثبطات BTK وBCL-2 في تحسين هذا الإنذار بشكل جوهري. لكن إدخال خلايا CAR-T قد يُمثّل نقطة تحول: فقد سُجّلت في السنوات الأخيرة فترات بقاء مذهلة تجاوزت 10 سنوات (Nature 2022؛ DOI: 10.1038/s41586-021-04390-6).

تحليل دراستين من جامعة بنسلفانيا
لتنظيم هذه النتائج، قام فروست بتحليل دراستين من جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا (ClinicalTrials.gov NCT01747486 وNCT02640209)، وهي المؤسسة التي ساهمت في تطوير أولى خلايا CAR-T.

ركز التقييم الحالي على بيانات 31 مريضًا مصابين بـCLL المنتكسة أو المقاومة للعلاج، والذين كانوا لا يزالون في مرحلة الهدأة الجزئية أو الكاملة بعد عام واحد من تلقيهم خلايا CAR-T من نوعين مختلفين.

نتائج مشجعة على المدى الطويل
بعد متوسط 6.5 سنوات من العلاج، أظهرت بيانات 14 مريضًا تلقّوا خلايا CAR-T فقط:

معدل البقاء على قيد الحياة دون تقدم المرض لمدة 5 سنوات بلغ 57.1%

معدل البقاء الإجمالي بلغ 87.6%

أما المرضى الـ17 الذين تلقّوا بالإضافة إلى CAR-T مثبط BTK إيبروتينيب، فقد أظهرت النتائج:

11 مريضًا (64.7%) لم يظهر لديهم تقدم بعد 5 سنوات

12 مريضًا (70.6%) كانوا لا يزالون على قيد الحياة

توفي مريض واحد بسبب CLL، واثنان بسبب عدوى، وآخر بسبب ورم خبيث آخر

المرضى الذين ظلّوا دون تقدم لمدة 4 سنوات لم يُظهروا أي انتكاسة لاحقًا، ما يدل على استقرار طويل الأمد.

الهدأة الكاملة ترتبط بتكهن أفضل
كلما كانت درجة الهدأة أعمق بعد العلاج، تحسّن الإنذار:

المرضى الـ22 الذين حققوا هدأة كاملة بعد عام واحد عاشوا لفترة أطول بشكل ملحوظ (p = 0.014)

وكانوا أكثر مقاومة لتقدّم المرض (p = 0.046) مقارنةً بمن حققوا هدأة جزئية فقط

الأعراض الجانبية وإشارات على استمرارية التأثير
أكثر التأثيرات الجانبية شيوعًا كانت نقص غاما غلوبولين الدم، مما استدعى إعطاء 90% من المرضى علاجًا بالأجسام المضادة الوريدية مرة واحدة على الأقل، وتلقى حوالي ثلثي المرضى العلاج شهريًا.

خضع 22 مريضًا لفحص بالتدفق الخلوي، وأظهرت النتائج لدى 16 منهم انخفاض نسبة خلايا B إلى أقل من 1% من الكريات البيضاء، مما يشير إلى استمرارية فعالية خلايا CAR-T.

الخلاصة
بحسب فروست، فإن مرضى CLL المنتكسين أو المقاومين للعلاج، والذين لم يُظهروا تقدمًا في المرض بعد عام واحد من تلقي CAR-T، غالبًا لن يعانوا من انتكاسة حتى بعد 5 سنوات، ما يفتح المجال أمام اعتبار بعضهم متعافين تمامًا في المستقبل.

29 Kommentare zu „هل يمكن شفاء اللوكيميا الليمفاوية المزمنة (CLL) باستخدام خلايا CAR-T؟“

Kommentar verfassen

Deine E-Mail-Adresse wird nicht veröffentlicht. Erforderliche Felder sind mit * markiert

Nach oben scrollen