تورنتو – قد يكون لمكمّلات أحماض أوميغا-3 الدهنية تأثير طفيف في التخفيف من أعراض الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين، لكنها على الأرجح لا تساهم في تحقيق الشفاء الكامل (الهدأة). هذا ما يشير إليه تحليل شمولي (مراجعة منهجية) نُشر في قاعدة بيانات كوكرين للمراجعات المنهجية (Cochrane Database of Systematic Reviews، 2024؛ DOI: 10.1002/14651858.CD014803.pub2).
ومع ذلك، أكّد المؤلفون بقيادة سوزان سي. كامبيزي من قسم الطب النفسي في مستشفى الأطفال المرضى في تورنتو أن الأدلة الحالية غير كافية للتوصّل إلى استنتاجات موثوقة بشأن دور أحماض أوميغا-3 الدهنية في علاج الاكتئاب في مرحلة الطفولة والمراهقة.
الخلفية العلمية
جاءت هذه المراجعة بناءً على دراسات حديثة أظهرت أن تكميل النظام الغذائي بأحماض أوميغا-3 الدهنية المتعددة غير المشبعة – مثل حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتاينويك (EPA) – قد يكون واعدًا في علاج الاكتئاب لدى البالغين.
لم تُحلّل سوى 5 دراسات فقط
قام فريق كامبيزي بتحليل ما إذا كانت هذه الأحماض يمكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين، وما إذا كانت مرتبطة بآثار جانبية.
وجد الباحثون 5 دراسات فقط شملت ما مجموعه 228 طفلًا ومراهقًا تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عامًا ويعانون من الاكتئاب. قارنت الدراسات بين تناول مكملات أوميغا-3 (غالبًا من زيت السمك) مقابل دواء وهمي (Placebo)، أو قائمة انتظار، أو عدم علاج، أو العلاج الاعتيادي.
أكبر دراسة ضمت 60 مشاركًا، وأصغرها 28 مشاركًا. وقد أُجريت 3 دراسات في الولايات المتحدة، وواحدة في إسرائيل، وأخرى في سلوفاكيا. استمرت 4 دراسات لمدة 12 أسبوعًا، ودراسة واحدة لمدة 16 أسبوعًا.
تأثير طفيف على الأعراض – دون زيادة ملحوظة في معدلات الشفاء
كتب المؤلفون:
„أظهرت تحليلاتنا أن مكملات أوميغا-3 قد تؤدي إلى تقليل الأعراض التي يُبلّغ عنها ذاتيًا من قبل المرضى، لكن النتائج غير مؤكدة.“
بلغ الفارق المعياري في المتوسط (SMD) -0.34 (فاصل الثقة 95%: -0.85 إلى 0.17)، مما يشير إلى تأثير طفيف، حيث يُعدّ الانخفاض الأكبر دلالة على تحسّن أكبر.
أما فيما يخص تحقيق الشفاء التام (Remission)، فإن تناول أوميغا-3 لم يظهر تأثيرًا يُذكر، حيث بلغت نسبة الشفاء في مجموعة أوميغا-3 حوالي 50%، مقارنة بـ48% في مجموعة الدواء الوهمي (OR 1.11؛ فاصل الثقة 95%: 0.45 – 2.75).
أوميغا-3 يبدو جيد التحمل
أظهرت الدراسات أن الأعراض الجانبية لم تختلف كثيرًا بين المجموعتين. فقط دراسة واحدة أشارت إلى ارتفاع نسبة تقلّصات العضلات في مجموعة زيت السمك (13 من 27 مشاركًا) مقابل (6 من 29) في مجموعة الدواء الوهمي.
ودراسة أخرى لاحظت طفحًا جلديًا خفيفًا وسلوكًا غريبًا أو هوسيًا في مجموعة الدواء الوهمي (2 من 27 مشاركًا). لكن لم تُسجَّل أي آثار جانبية خطيرة في أي من الدراسات.
الحاجة إلى دراسات أوسع
أوضح الباحثون أن ثقتهم في هذه الأدلة منخفضة جدًا بسبب قلة عدد الدراسات وصغر حجمها.
وخلصوا إلى القول:
„الأدلة الحالية غير كافية لتحديد ما إذا كانت مكملات أوميغا-3 المتعددة غير المشبعة تُحسّن الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين.“
وشددوا على ضرورة إجراء دراسات أكبر، وأكثر دقة وتنظيمًا، من أجل تقييم الفوائد والمخاطر المحتملة لأوميغا-3 في هذا السياق بشكل أفضل.