داء السكري من النوع الأول: العلاج بالخلايا الجذعية الذاتية تُعفي مريضة من حقن الإنسولين

عرفت الصين ثورة طبية حيث تمكنت مريضة تبلغ من العمر 25 عامًا مصابة بداء السكري من النوع الأول أن تعيش منذ أكثر من عام بدون حقن الإنسولين بعد زراعة
الخلايا الجزيرية (الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس) الذاتية. يتم توليد الخلايا الجزيرية مسبقًا من الخلايا الجذعية الذاتية للمريضة. وفقًا للتقرير المنشور في مجلة سيل العلمية يُعد هذا أول نجاح عالمي لزرع خلايا جزيرية ذاتية. ربما ساهمت الأدوية المثبطة للمناعة، التي كانت المريضة تتناولها بسبب عملية زرع كبد سابقة، في تحقيق هذا النجاح
قبل ما يقرب من عقدين، تمكن العالم شينيا ياماناكا من جامعة كيوتو من تحويل خلايا الجلد الليفية إلى خلايا جذعية مستحثة متعددة القدرات في المختبر. وقد أصبح من الممكن الآن تحويل هذه الخلايا إلى أنواع مختلفة من خلايا الجسم، بما في ذلك الخلايا الجزيرية التي تنتج الإنسولين في البنكرياس، وهو الهرمون الضروري الذي يفتقر إليه مرضى السكري من النوع الأول. بعد ذالك بدأت فرق بحثية مختلفة في علاج مرضى السكري باستخدام الخلايا الجزيرية المشتقة من الخلايا الجذعية.
أعلن فريق من شركة فتكس فرمسويتكال خلال الاجتماع السنوي لجمعية السكري الأمريكية، عن 12 مريضًا بدأوا بإنتاج كميات كافية من الإنسولين بعد تلقيهم حقنة واحدة من خلايا جزيرية في الوريد البابي. بعض المرضى تمكنوا من العيش دون حقن الإنسولين لمدة عام كامل. اعتمد الباحثون الأمريكيون خلال هذا البحث السريري على خلايا جذعية من متبرعين (غير ذاتية)، مما تطلب استخدام أدوية مثبطة للمناعة لمنع رفض الجسم للخلايا المزروعة. على عكس شركة فتكس فرمسويتكال تمكن فريق طبي من جامعة بكين من استخدام الخلايا الجذعية الذاتية للمريضة لتوليد خلايا جزيرية ذاتية وزرعها للمريضة .
داء السكري من النوع الأول هو نتيجة رد فعل مناعي ذاتي، حيث تهاجم خلايا المناعة التائية خلايا بيتا المنتجة للإنسولين. قد تكون الأجسام المضادة الذاتية، التي سببت الهجوم الأول، لا تزال موجودة في دم المريضة، مما يعني أن الخلايا المزروعة قد تواجه هجومًا جديدًا. وعلى الرغم من أن هذا الهجوم قد لا يؤدي إلى تدمير خلايا بيتا بنفس سرعة رفض العضو المزروع، إلا أنه قد يؤدي في النهاية إلى عودة المرض. من أجل تقليل المخاطر، حقن الباحثون الخلايا الجذعية في عضلة البطن (العضلة المستقيمة البطنية) بدلاً من الوريد البابي. بعد بضعة أسابيع، بدأت خلايا بيتا المزروعة في إنتاج الإنسولين. تمكنت المريضة من تقليل جرعات لإنسولين تدريجيًا، حتى توقفت عن الحقن تمامًا بعد 75 يومًا. بعد عام من العملية، استقرت مستويات السكر في الدم لدى المريضة دون الحاجة إلى أي أدوية. وفقًا لتقرير الفريق الطبي انخفضت مستويات الخزان السكري إلى 5٪.

المصدر: Cell (2024; DOI: 10.1016/j.cell.2024.09.004)

8 Kommentare zu „داء السكري من النوع الأول: العلاج بالخلايا الجذعية الذاتية تُعفي مريضة من حقن الإنسولين“

Die Kommentare sind geschlossen.

Nach oben scrollen